Bookmark and Share 


الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية

فوائد الحديث الثامن حرمة دم المسلم وماله

فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله




عن ابنِ عُمَرَ -رَضِي اللهُ عَنْهُما- أنَّ رسولَ اللهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قالَ: ( أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلامِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ تَعَالَى ). رواه البُخاريُّ ومسلِمٌ.

الشرح :
الحديث أصل في جهاد الكفار ليدخلوا في الإسلام
وفيه من الفوائد :
1- أن محمداً r عبد لله ورسول
2- أن الرسول r مبلغ عن الله أمره ونهيه وشرعه.
3- جواز إبهام الآمر للعلم به اختصاراً، إذ لم يقل r : أمرني الله أو ربي.
4- أن الله أمره بقتال الكفار، فقوله : ( أُمرت ) أي : أمرني ربي.
5- وجوب الجهاد.
6- أن قتال الكفار لا يقتصر على الدفاع بل يقاتلون ابتداءً فيكون قتالهم على وجهين دفاعاً وهجوماً.
7- أن الغاية الأولى من قتال الكفار الدخول في الإسلام والثانية الخضوع لدولة الإسلام ببذل الجزية. وأخذ الجزية قيل : من جميع الكفار، وقيل من المجوس ومن أهل الكتاب، والراجح –والله أعلم- القول الأول لحديث بريدة - رضي الله عنه –عن مسلم- وفيه : ( فإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى الإسلام، فإن أبوا فاسألهم الجزية، فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم ).
8- أنه لا يُكف عن قتال الكفار مطلقاً حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويلتزموا إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، لكن من أظهر الإسلام بأي شيء يدل عليه وجب الكف عنه ثم ينظر في حاله بعد ذلك، لقوله r ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا "لا إله إلا الله " وقوله لأسامة - رضي الله عنه - : "أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله ).
9- أن أعظم مباني الإسلام : الشهادتان، وبعدهما الصلاة والزكاة.
10- اقتران هذه الأصول الثلاثة الشهادتان والصلاة والزكاة.
11- أعظم فرائض الدين –بعد الشهادتين- الصلوات الخمس والزكاة.
12- عظم شأن الزكاة في الإسلام حيث قرنت بالصلاة في نصوص الكتاب والسنة.
13- أن عصمة دم الكافر وماله إنما تتحقق بهذه الثلاثة.
14- حل الغنائم للنبي r وأمته.
15- أن المسلم معصوم الدم والمال، فدمه حرام وماله حرام إلا أن يأتي في الإسلام بما يبيح دمه أو ماله، وهو حق الإسلام المذكور في الحديث.
16- أن أحكام الدنيا تجري على الظاهر، وتفوض السرائر إلى الله.
17- أن الله يعلم سرائر العباد.
18- أن الله هو الذي يحاسب العباد ويجازيهم على أعمالهم.
19- أن الله أوجب على نفسه أن يبعث العباد ويحاسبهم ويجزيهم، يشير إلى ذلك قوله: ( وحسابهم على الله ).
20- اقتران هذه الأصول الثلاثة: الشهادتان والصلاة والزكاة.


سكربت الأربعين النووية - لأجلك محمد صلى الله عليه وسلم