Bookmark and Share 


الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية

فوائد الحديث الخامس عشر إكرام الضيف

فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله





عن أبي هُريرةَ - رَضِي اللهُ عَنْهُ - ، أنَّ رسولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قالَ: ( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ). رواه البخاريُّ ومسلِمٌ.

الشرح :
الحديث أصل في حفظ اللسان وبذل الإحسان، وفيه من الفوائد:
1- أن الإيمان بالله واليوم الآخر أصل لكل خير.
2- أن الإيمان بالله واليوم الآخر يبعث على المراقبة والخوف والرجاء.
3- أن الإيمان بالله واليوم الآخر يتضمن المبدأ والمعاد.
4- أن الإيمان بالله واليوم الآخر أقوى البواعث على الامتثال.
5- التحريض على امتثال الأوامر بذكر موجِبه، وما يهيّج على الطاعة.
6- أن الكلام فيه خير وشر وما ليس بخير.
7- الحث على التكلم بالخير، وهو الكلم الطيب وهو كل ما أمر الله به ورسوله r من الكلام وجوباً أو استحباباً، كأنواع الذكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم العلم، والإصلاح بين الناس.
8- أن الصمت عمّا ليس بخير من الكلام مما يقتضيه الإيمان بالله وباليوم الآخر.
9- أن التكلم بالخير خير من الصمت عما لا خير فيه، وأن الصمت عمّا لا خير فيه خير من التكلم به، ففيه دليل على أن فعل الطاعة أفضل من ترك المعصية في الجملة.
10- أنه يجوز التخيير بين خيرين، أحدهما أفضل من الآخر، كما تقول : صلِّ ركعتين أو أربعاً.
11- أن هذه الخصال الثلاث من الإيمان.
12- عظم حق الجار.
13- أن حق الجار الإكرام، وهو يتضمن الإحسان وكف الأذى، وفي رواية " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره " وفي أخرى " فلا يؤذ جاره " .
14- أن حق الجوار لكل جار، مسلماً كان أم كافراً، لإطلاق الحديث، وقد قال تعالى في آية الحقوق العشرة :{وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ }فالجيران ثلاثة : الجار المسلم الذي له قرابة له ثلاثة حقوق، والجار المسلم غير القريب له حقان، والجار الكافر له حق الجوار.
ويتفاوت حق الجوار بحسب قرب الجار وبعده، ويدل على عظم حق الجار قول النبي r ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)
15- أن إكرام الضيف من صفات المؤمنين.
16- الأمر بإكرام الضيف، وهو من ينزل بالإنسان يريد المأوى والطعام، وإكرامه بحسب منزلة الضيف وحال المضيف ويُرجع فيه إلى العرف، والواجب للضيف إضافته يوماً وليلة، وما زاد فهو سنة إلى ثلاثة أيام ويتأكد حق الضيف على النازلين في طرق المسافرين وفي القرى التي لا تتوفر فيها حاجة المسافر من مطعم ومسكن بخلاف المدن التي يُهيأ فيها للمسافرين المسكن والمطعم بالثمن، وهذا التفصيل إحدى الروايتين عن الإمام أحمد، والرواية الأخرى تجب الضيافة مطلقاً على أهل المدن والقرى.
17- أن من محاسن الإسلام رعاية الحقوق التي بين الناس والحث على حفظ اللسان بكفه عمّا لا خير فيه والترغيب في الكلام الطيب.

سكربت الأربعين النووية - لأجلك محمد صلى الله عليه وسلم