Bookmark and Share 


الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية

فوائد الحديث السابع عشر الرفق بالحيوان

فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله




عن أبي يَعْلَى شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ - رَضِي اللهُ عَنْهُ - ، عن رسولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قالَ: ( إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ ). رواه مسلِمٌ.

الشرح :
هذا الحديث أصل في الندب إلى الإحسان إلى كل شيء،


وفيه من الفوائـد:
1- إضافة الكتابة إلى الله، وهي نوعان:
أ- كتابة نوعية ب- كتابية دينية:
فمن الأول قوله تعالى:{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ }[الأنبياء : 105 ] ومن الثاني قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ }ومنه ما في هذا الحديث.
2- الحث على الإحسان إلى الخلق بكتابته على كل شيء، و(على) في الحديث بمعنى (في)، وهذا أقرب الوجوه، والإحسان يكون بالقول والفعل والترك والإحسان إلى أصناف الناس كما في قوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين) ويدخل فيه الإحسان إلى الحيوان كما في حديث البغي التي سقت كلباً فغفر الله لها، وكما في هذا الحديث، وجماع القول في معنى الإحسان أنه إيصال النفع ودفع الضرر وكف الأذى.
3- من الإحسان: الإحسانُ في صفة قتل من أبيح قتله، وذلك بفعل ما يقتضيه الشرع من صعوبة وسهولة فيدخل في ذلك رجم الزاني والقتل قصاصاً، فإنه يتبع فيه فعل الجاني.
4- الإحسان في صفة ذبح الحيوان، ومن ذلك فعل الأسباب التي تكون أسرع في إزهاق الروح، كشحذ الشفرة وهي السكين.
5- تحريم تعذيب الحيوان كاتخاذه غرضاً وتجويعه وحبسه بلا طعام ولا شراب.
6- رحمة الله بخلقه.
7- كمال هذه الشريعة واشتمالها على كل خير، ومن ذلك رحمة الحيوان والرفق بالحيوان.
8- أن الله له الأمر والحكم.
9- حسن تعليم النبي r لتوضيحه القاعدة الكلية بذكر بعض أفرادها.

سكربت الأربعين النووية - لأجلك محمد صلى الله عليه وسلم