
الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية
فوائد الحديث الحادي والعشرون الاستقامه بالإسلام
فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله
عَن أبي عمرٍو- وَقِيلَ: أَبي عَمْرةَ- سُفيانَ بنِ عَبْدِ اللهِ - رَضِي اللهُ عَنْهُ - قالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْ لِي فِي الإسلامِ قَوْلاً لا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا غَيْرَكَ. قالَ:
( قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ). رواه مسلِمٌ.
الشرح :
هذا الحديث أصل في وجوب الجمع بين العلم والعمل،
وفيه من الفوائد:
1- التشابه بين الكتاب والسنة، فهذا الحديث نظير قوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا } [الأحقاف : 13].
2- أن أصل الدين مطلقاً هو الإيمان بالله، وهو الإيمان بربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته، وتوحيده في ذلك كله.
3- أنه لا يكفي مجرد الاعتقاد، بل لابد من الإقرار باللسان.
4- وجوب تصديق القول بالعمل.
5- وجوب دوام الطاعة حتى الموت، كما قال تعالى :
{وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[آل عمران : 102]، وقال تعالى :
{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }[الحجر : 99].
6- وجوب فعل جميع المأمورات وترك جميع المنهيات.
7- التوسط في جميع أبواب الدين بترك الغلو والتقصير.
8- وجوب العدل في القول والعمل.
9- أن مرتبة العلم والإيمان فوق مرتبة العمل، ولعل هذا هو السر في عطف الاستقامة بـ
(ثم).
10- أن الاستقامة معنى جامع لكل خير، وتفصيل ذلك هو ما تقدم.
11- حرص الصحابة على العلم والبيان الجامع الذي يُستغنى به عن الكلام الكثير.
12- حسن رأي هذا الصحابي لاختيار هذا السؤال.
13- في الحديث شاهد لما خُص به النبي
r من جوامع الكلم.
14- أن اللفظ الشرعي الدال على لزوم الطاعة هو الاستقامة لا الالتزام، كما يجري على ألسن كثير من الناس.
15- أن كل مخالفة شرعية تنافي تحقيق الاستقامة.