Bookmark and Share 


الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية

فوائد الحديث الثالث والعشرون جوامع الخير

فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله




عن أبي مالكٍ الحارثِ بنِ عاصمٍ الأشْعَرِيِّ - رَضِي اللهُ عَنْهُ - ، قالَ : قالَ رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - : (الطُّـهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ للهِ تَمْلأَُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ تَمْلآن أو تملأ مَا بَيْنَ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ، وَالصَّلاَةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو؛ فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا ). رواه مسلِمٌ.

الشرح :
الحديث أصل من أصول فضائل الأعمال،


وفيه من الفوائد:
1- فضل الطُّهور، أي: التطهر بالغسل أو الوضوء أو التيمم.
2- أن الطُّهور من الإيمان.
3- الرد على المرجئة الذين يخرجون الأعمال عن مسمَّى الإيمان.
4- فضل التسبيح والتحميد اللذين يحصلان بكلمتي (سبحان الله ) و (الحمد لله). فسبحان الله تتضمن تنزيه الله عن كل نقص وعيب، والحمد لله تتضمن وصفه بكل كمال.
5- إثبات الميزان ووزن الأعمال. ويشهد لهذا قوله r ( كلمتان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن..) .
6- عظم ثواب هاتين الكلمتين " سبحان الله " و " الحمد لله " وثقلهما في الميزان إذا صدرتا عن كمال العلم والصدق والإخلاص.
7- فضل جنس الصلاة على غيرها من الطاعات وأفضلها الصلوات المكتوبة.
8- أن الصلاة نور لصاحبها في قلبه ووجهه، وفي خُلُقه وفي قبره وفي آخرته وعلى الصراط، قال تعالى : {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ }. [الحديد : 12] وهذا الفضل والثواب لصلاة المقيمين لها والمحافظين عليها الخاشعين فيها. ومن نقصت صلاته عن الكمال نقص حظه من هذا الثواب.
9- فضل الصبر وأنه ضياء لصاحبه، والصبر ثلاثة أنواع :
- على طاعة الله.
- وعن معصية الله.
- وعلى أقدار الله المؤلمة.
والفرق بين الضياء والنور أن الضياء تكون معه الحرارة، ولعل السبب في ذلك أن الصبر فيه معاناة.
10- فضل الصدقة فرضاً كانت أو تطوعاً.
11- أن الصدقة بالمال المحبوب الطيب إيماناً واحتساباً بطيب نفس برهان على صحة الإيمان.
12- أن القرآن حجة للمؤمنين وحجة على المكذبين، وهذا الحكم شامل لكل من بلغه القرآن، فهو حجة لمن وقف عند حدوده، وحجة على من تعدى حدوده، وحجة لمن حكم به وحكّمه، وحجة على من آثر حكم الجاهلية على حكمه.
13- انقسام الناس في القرآن، وفي القرآن الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.
14- سعادة من كان القرآن حجة له وشقاء من كان حجة عليه. ويشهد لهذا حديث أبي أمامة عن النبي r أنه قال: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فِرْقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما ).
15- أن كل أحد من الناس يغدو ويروح في العمل الذي يبذل فيه جهده وطاقاته، فيبيع بذلك نفسه إما على ربه إذا عمل بطاعته فيعتق نفسه من سخط الله وعذابه ويفوز برضوانه، وإما أن يبيعها على الشيطان إذا عمل بالكفر والفسوق والعصيان فيهلك نفسه بتعريضها لعذاب الله وسخطه.
16- أن الناس فريقان : ناج وهالك، شقي وسعيد، ويشهد للبيع الرابح قوله تعالى :{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}. [البقرة : 207]، وقوله :{ إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ }[التوبة : 111] ويشهد للبيع الخاسر قوله تعالى :{ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }[البقرة : 102]


سكربت الأربعين النووية - لأجلك محمد صلى الله عليه وسلم