
الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية
فوائد الحديث التاسع والثلاثون التجاوز عن الخط والنسيان
فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله
عَنِ ابنِ عبَّاسٍ - رَضِي اللهُ عَنْهُما - , أَنَّ رسولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قالَ:
( إنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي: الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ ). حديثٌ حسَنٌ رواه ابنُ ماجَه والبيهقيُّ وغيرُهما
r.
الشرح :
هذا الحديث أصل في رفع الإثم عن المخطئ والناسي والمكره ، وفيه من الفوائد:
1- فضل الله على أمة محمد
r.
2- كرم النبي
r على ربه.
3- فضل هذه الأمة.
4- أن من صفات الله التجاوز، وهو العفو وترك المؤاخذة.
5- رفع مؤاخذة هذه الأمة بالخطأ والنسيان والإكراه وقد دل على ذلك القرآن في قوله تعالى:
{ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } [البقرة: 286] قال الله :
( قد فعلت ) وقوله تعالى
{مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ} [النحل : 106] وقوله :
{وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور : 33]، وخص من هذا في الإكراه : الإكراه على قتل معصوم. والخطأ ما كان عن غير قصد، والنسيان ما كان عن ذهول. والإكراه ما كان عن قسر واضطرار.
6- أن الفعل قد يضمن معنى فعل آخر، فإن
( تجاوز ) ضمن معنى
(أَسْقَط)، أي : أسقط لي عن أمتي الخطأ. فإن
(تجاوز) يتعدى إلى الفاعل باللام، وإلى الفعل بـ
(عن) التقدير : تجاوز لأمتي عن الخطأ.
7- أن طلاق المكره لا يقع.
8- أن من فعل المحلوف عليه أو المعلَّق عَلى شرط ناسياً أو مخطئاً أو مكرهاً لا يحنث ولم يقع المشروط.