Bookmark and Share 


الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية

فوائد الحديث الأربعون كن في الدنيا كأنك غريب

فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله




عن ابنِ عمرَ - رَضِي اللهُ عَنْهُما - قالَ: أَخَذَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمَنْكِبَيَّ فقالَ: ( كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ ). وكانَ ابنُ عُمَر - رَضِي اللهُ عَنْهُما - يقولُ: إذا أمسيـْتَ فلا تَنْتَظِرِ الصَّباحَ، وإذا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المساءَ، وخُذْ مِن صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، ومِنْ حياتِكَ لِمَوْتِكَ. رواه البخاريُّ.

الشرح :
الحديث أصل في قصر الأمل والاستعداد بحسن العمل، وفيه من الفوائد:
1- أن وضع العالم يده على بدن المتعلم كمنكبه وكفه من وسائل إحضار ذهنه إليه.
2- حسن تعليم النبي r بالتشبيه وضرب الأمثال.
3- أن من طرق البيان التشبيه.
4- فيه شاهد لما اختص به النبي r من جوامع الكلم.
5- فضيلة ابن عمر - رضي الله عنهما - لأخذه بمنكبه وتخصيصه بالوصية.
6- الإرشاد إلى الزهد في متع الدنيا وحظوظها، كما قال سبحانه {وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } [طه : 131]
7- أن المؤمن في الدنيا كالغريب وهو النازل في غير وطنه، يعد العدة للرحيل والعودة ولا يعنيه ما يعني أهل الوطن ولا يبالي بقلة من يعرف، قال الحسن: ( المؤمن في الدنيا كالغريب لا يجزع من ذلها، ولا ينافس في عزها، له شأن وللناس شأن ) .
8- الإرشاد إلى قصر الأمل والجدّ بحسن العمل.
9- أن المؤمن في هذه الدنيا كعابر السبيل، وهو المسافر الذي همه الوصول إلى غايته لا يستقر له قرار في منازل سيره، ولا يلهو بما يمر به من المشاهد.
10- أن المؤمن لا يطمئن بالحياة الدنيا ولا يرضى بها بدلاً عن الآخرة.
11- أن المؤمن حقاً دائم التشمير في سيره إلى الله، فهو دائم العبودية لله.
12- عمل ابن عمر بوصية النبي r، كما هو ظاهر من قوله: ( إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ).
13- أن قول ابن عمر تضمن تفسيراً لوصية النبي r.
14- وصيته - رضي الله عنه - بقصر الأمل بقوله : (إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء).
15- وصيته رضي الله عنه باغتنام الفرص بإحسان العمل، وذلك في قوله : (وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ).
16- أن الصحة فرصة للعمل حتى إن العبد يُكتب له في مرضه ما كان يعمل في صحته.
17- أن الحياة في هذه الدنيا وقت للتزود للآخرة.
18- أن الصحة والحياة نعمتان يغتنمهما ذوو الألباب، وهم أهل الكيس والفطنة والصبر والبصيرة، قال r : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ) . وعنه r : ( الكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني).

سكربت الأربعين النووية - لأجلك محمد صلى الله عليه وسلم