Bookmark and Share 



تعليقات تربوية على أحاديث الأربعين النووية


الحديث التاسع :




عن أبي هريرة عبدالرحمن بن صخر رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم }. [رواه البخاري:7288، ومسلم:1337]


الفوائد التربوية :

الفائدة الأولى : حفظ الشريعة لأفرادها حيث أن الله لم ينه إلّا عما فيه مضرة فأمر باجتناب جميع المنهيات وبدون استثناء .

الفائدة الثانية : يسر الشريعة وسماحتها حيث أن الله في جانت المأمورات أمر بأن يأتي الإنسان ما يستطيعه دون ما لا يستطيعه .

الفائدة الثالثة : على المسلم أن يطيع فيترك المنهيات ويفعل ما يستطيع من المأمورات بدون تعنت أو جدال أو مخاصمة في الشرع .

الفائدة الرابعة : دل على أن دائرة المنهيات في الشريعة الإسلامية أقل ولذلك أمرنا باجتنابها جميعها أما المأمورات لكثرتها فلا يستطيع الإنسان الإتيان بها جميعاً فيأتي بما يستطيع .

الفائدة الخامسة : يورث الحديث محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم ومحبة دينه حيث لم يكلفنا الله فوق طاقتنا ولم يأمرنا بما لم نستطع " فأتوا منه ما استطعتم " .

الفائدة السادسة : يربي في المسلم العمل وترك الكلام ، فالمسلم يفعل ما يستطيع من المأمورات ويترك المنهيات ويجتنب التعنت وكثرة الأسئلة التي لا تغني .

الفائدة السابعة : الجدال في دين الله وكثرة الأسئلة التعنتيه وترك العمل يورث الهلاك حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم علل هلاك من مضى من الأمم بكثرة الأسئلة والاختلاف على الأنبياء عن طريق المجادلة والمخاصمة .

الفائدة الثامنة : رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته وخوفه عليها ولذلك كثيرا ما يذكر لهم سبب هلاك الأمم قبلهم ليحذرهم فصلى الله عليه وسلم ، وقد وصفه الله بقوله {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (128) سورة التوبة .

الفائدة التاسعة : فيه بيان لشرف هذه الأمة على الأمم قبلها حيث أنها استسلمت لأوامر الله ولم تخاصم نبيها ولم تختلف عليه بخلاف الأمم من قبلها كما بينه الحديث .

الفائدة العاشرة : النهي عن كثرة الأسئلة التي لا تورث العمل وإنما يتخذها صاحبها ذريعة في التواني والكسل .

الفائدة الحادية عشرة : فيه ذم الاختلاف خاصة في الدين لقوله " إنما أهلك الذين من قبلكم ... اختلافهم على أنبيائهم " .

الفائدة الثانية عشرة : فيه إشارة إلى أن المنهيات لا تترك فقط وإنما يؤمر المسلم بالإبتعاد عنها وعن الأسباب المؤدية إليها قبل ذلك لئلاء يقع فيها ، وهذا المفهوم من كلمة " فاجتنبوه " لأنه يعني البعد بخلاف الترك فإنه يعني التخلي ويؤيد ذلك قوله تعالى {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى } (32) سورة الإسراء ، فقد نهى عن مقاربة الزنا ويلزم من ذلك الإبتعاد عن كل ما يؤدي إليه .

الفائدة الثالثة عشر : الأصل ترك جميع ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم سواءً نهي تنزيه وكراهه أو نهي تحريم .

الفائدة الرابعة عشر : الأصل فعل ما يستطيع من الأوامر سواءً أمر استجاب أو إيجاب .

الفائدة الخامسة عشر : يربي الحديث في النفس تعظيم حرمات الله لأنه نهى عن جميع المنهيات ولم يترك منها شيء ، فلولا ان المنهيات عظيمة لم ينه عنا بهذا النهي الذي لم يستثن منها شيء .





سكربت الأربعين النووية - لأجلك محمد صلى الله عليه وسلم