Bookmark and Share 



تعليقات تربوية على أحاديث الأربعين النووية


الحديث الثاني والعشرون :




عن أبي عبدالله بن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما : أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت إذا صليت المكتوبات ، وصمت رمضان ، وأحللت الحلال ، وحرمت الحرام ، ولم أزد على ذلك شيئاً أدخل الجنة ؟ قال : { نعم } . [ رواه مسلم ]


الفوائد التربوية :


الفائدة الأولى : تفاوت الناس في الإيمان ، فمنهم من يحرص على المقامات العليا ، ومنهم من يكون أقل ، فأحياناً يسأل السائل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال ؟ وأحياناً بما دون ذلك ، وهذا يؤكد مذهب أهل السنة والجماعة في أن الإيمان يزيد وينقص وأهله يتفاضلون فيه .

الفائدة الثانية : طالب العلم ينبغي أن ينتبه للأسئلة التي تعرض على الشيخ ويحضر لها ذهنه وقلبه ولو كانت من غيره ، فلابد أن يجد فيها فائدة .

الفائدة الثالثة : يجوز الاقتصار على الفرائض من المكتوبات ورمضان والزكاة وغيرها ، لكن المقام العالي أن يجمع الشخص النوافل .

الفائدة الرابعة : فيه فضيلة الفرائض لدرجة أن من اقتصر عليها وداوم تدخله الجنة بفضل الله ورحمته .

الفائدة الخامسة : على العالم أن يراعي حال الناس ، فلا يلزم الناس بحالة واحدة ويهمل الفوارق بينهم بل عليه أن يوجه ويرشد على حسب حال السائل ، ولذلك السائل في حديث الباب لم يوبخه النبي صلى الله عليه وسلم ويلزمه النوافل بل رضي منه الفرائض لأنها تناسب حاله ، وفي بعض الروايات أن أعرابياً سأل النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يخفى مراعاة حال الأعراب .

الفائدة السادسة : من الفقه ألا يقنط العالم الناس من رحمة ربه سبحانه وتعالى .

الفائدة السابعة : تيسير الشريعة الإسلامية على أهلها فلم تشدد عليهم ولم تطالبهم بالتنطع والانقطاع والرهبانية بل رضيت منهم الحرص على الفرائض وفعل الحلال وترك الحرام .

الفائدة الثامنة : الحديث دليل لمذهب أهل السنة والجماعة على أن الأعمال من الإيمان .

الفائدة التاسعة : قول السائل " ولم أزد على ذلك شيء " معناه لم أفعل النوافل بل أكتفي من الصلاة بالمكتوبه ومن الصيام برمضان وهكذا ، وليس المراد أني لا أعمل بشيء من الشريعة غير الصلاة والصيام بدليل قوله " وأحللت الحلال وحرمت الحرام " .

الفائدة العاشرة : التحليل والتحريم لله سبحانه فقط لأنه الحكم سبحانه له الحكم وهو أحكم الحاكمين .

الفائدة الحادية عشرة : دل الحديث على أن تحليل الحلال باعتقاد حله سواءً فعله أو لم يفعله ، وتحريم الحرام باعتقاد حرمته واجتنابه وتركه .





سكربت الأربعين النووية - لأجلك محمد صلى الله عليه وسلم