Bookmark and Share 



التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثا النووية

لفضيلة الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري يرحمه الله



الحديث الثاني والأربعون


عن أنس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( قال الله تعالى يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي . يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك . يا بن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة )) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .



المفردات :

ما دعوتني : لمغفرة ذنوبك و (( ما )) مصدرية ظرفية .

ورجوتني : والحال أنك ترجو تفضلي عليك . وإجابة دعائك .

غفرت لك : ذنوبك ، أي سترتها عليك ولا أعاقبك بها في الآخرة .

على ما كان منك : من تكرار المعاصي .

ولا أبالي : لا أكترث بذنوبك ولا أستكثرها وإن كثرت إذ لا يتعاظمني شيء.

عنان : بفتح المهملة _ سحاب .

استغفرتني : طلبت مني وقاية شرها مع سترها .

بقراب الأرض : بضم القاف وكسرها ، والضم أشهر ، أي بقريب ملئها ، أو بمثلها .

لقيتني : مت على الإيمان .

لا تشرك بي شيئا : لاعتقادك توحيدي ، والتصديق برسلي وبما جاءوا به .



يستفاد منه :

1- سعة كرم الله تعالى وجوده .

2- الرد على الذين يكفرون المسلمين بالذنوب ، وعلى المعتزلة القائلين بالمنزلة بين المنزلتين ، بمعنى أنه ليس بمؤمن و لا كافر في الدنيا ، ويخلد في النار في الآخرة . والصواب قول أهل السنة : أن العاصي لا يسلب عنه اسم الإيمان ، ولا يعطاه على الإطلاق ، بل يقال : هو مؤمن عاص ، أو مؤمن بإيمانه ، فاسق بكبيرته ، وعلى هذا يدل الكتاب والسنة ، وأجماع سلف الأمة .

3- بيان معنى لا إله إلا الله : أنه هو إفراد الله بالعبادة ، وترك الشرك قليله وكثيره .

4- حصول المغفرة بهذه الأسباب الثلاثة :

الدعاء مع الرجاء ، والاستغفار والتوحيد وهو السبب الأعظم الذي فقه فقد المغفرة ، ومن جاء به فقد جاء بأعظم أسباب المغفرة .




أخي الكريم :



هذا
الكتاب يحتوي على الأحاديث النبوية المشهورة التي أنزلها العلماء منزلة القبول
والاستحسان ، وهي مما ينصح أهل العلم بقراءتها والتعلم منها ، لذا نأمل منكم بعد
قراءتكم لهذا الكتاب المساهمة معنا في نشره وذلك بإرساله إلى من تحبون .


                    وجزاكم الله خير الجزاء



 



مع
تحيات أخوكم : حسان بن إسماعيل الأنصاري



سكربت الأربعين النووية - لأجلك محمد صلى الله عليه وسلم